10 خرافات عن إسرائيل

10 خرافات عن إسرائيل

كتاب “عشر خرافات عن إسرائيل“، الذي صدر في عام 2017 بقلم الكاتب إيلان بابي، يقوم به الكاتب بدراسة الأفكار الجدلية المتعلقة بأصل دولة إسرائيل (الكيان الصهيوني) وهويتها. يتناول الكاتب في هذا الكتاب الخرافات التي يروج لها الخطاب الإسرائيلي الرسمي كحقائق لا يمكن الشك فيها، ويفند هذه الخرافات، مظهرًا أنها ليست إلا افتراءات وتصويرًا مشوهًا للحقائق. وفقًا لرؤية الكاتب، يعتمد الكيان الإسرائيلي على هذه الخرافات كأساس لسياسته الاستيطانية، التي تستند إلى طرد الشعب الفلسطيني وتواصل ممارساتها العنصرية ضدهم.

إيلان بابي يتخذ من مهمته دحض عدة أفكار متنازع عليها ومتعلقة بأصول وهوية الكيان الصهيوني. يقف بابي في وجه 10 خرافات يظهر أنها تُعتبر في الخطاب الإسرائيلي السائد كحقائق لا يمكن الشك فيها، وهي:

1. فلسطين أرض خالية: هي إحدى الأقاويل التي تزعم أن فلسطين كانت أرضًا خاوية وشبه صحراوية قبل وصول الصهاينة في نهاية القرن التاسع عشر، حيث قاموا بزراعتها وتأهيلها وفقًا لهذه الرواية. يؤكد المؤلف هنا على أن فلسطين كانت دولة معترف بها منذ العصر الروماني، وكان تاريخها ارتباطًا وثيقًا بالعالم العربي والإسلامي منذ القرن السابع.

عند الرجوع إلى سجلات التعداد العثماني للسكان في فلسطين في عام 1878، يظهر أن غالبية السكان كانوا من المسلمين، بينما كانت نسبة اليهود حينها 3% فقط من السكان، والمسيحيون كانوا يشكلون 10%. كانت فلسطين بلدًا ريفيًا مزدهرًا على أعتاب القرن العشرين، حيث شهدت التحديث في المناطق الحضرية ووجود سكان حضريين. يُشير المؤلف إلى أن إنكار إسرائيل لوجود الفلسطينيين في أرض فلسطين يُعتبر تزويرًا للتاريخ.

2. اليهود شعبا بلا أرض: يشير المؤلف إلى أن الفكرة الثانية التي تكمل الفكرة الأولى هي أن اليهود الواصلين إلى فلسطين في عام 1882 لا ينحدرون من اليهود الذين طُردوا منها عام 70 للميلاد على يد الرومان. يُفند هذا الادعاء بمدعاة أن الاحتمال الأكبر، وفقًا لقول المؤلف، هو أن اليهود الرومانيين في فلسطين لم يتركوا أرضهم، بل استمروا هناك وتحولوا إلى المسيحية أولاً، ثم إلى الإسلام. ويؤكد المؤلف أن العلاقة بين المجتمعات اليهودية في العالم وفلسطين قبل عهد الصهيونية كانت علاقة روحية ودينية بدلاً من علاقة سياسية. يُظهر المؤلف أيضًا أن عودة اليهود إلى فلسطين كانت في الأصل مشروعًا مسيحيًا بروتستانتيًا، وتم استكمالها فيما بعد من قِبَل الحركة الصهيونية.

3. الصهيونية هي اليهودية: تسليط الضوء على الخرافات والمفاهيم المشوبة بالجدل، يقوم المؤلف الإسرائيلي في الفصل الثالث بفحص الافتراض الذي يُعتبر فيه الصهيونية مرتبطة جوهريًا بالهوية اليهودية. يعكس المؤلف على أن معارضة الصهيونية أصبحت في بعض الحالات تصبح معارضةً للسامية، ويركز على تقييم تاريخي لتفاعل الجالية اليهودية مع الصهيونية. يستند إلى تحليل لتأثير الصهيونية على الديانة اليهودية وكيف تم استغلالها لأغراض استعمارية واستراتيجية.

4. الصهيونية ليست حركة استعمارية: في الفصل الرابع، يناقش المؤلف خرافة تصور الصهيونية على أنها حركة تحرر قومي للشعب اليهودي وليست حركة استعمارية. يتجلى تحليل المؤلف في إظهار تشابه هذه الحركة مع مشاريع استعمارية سابقة في جنوب أفريقيا وأستراليا والولايات المتحدة، وكيف يؤثر هذا الفهم على النظرة للنضال الفلسطيني الإسرائيلي. يشير المؤلف إلى أهمية فهم السياق التاريخي والتأثير السياسي لهذه الخرافة، ويبرز أن عام 1945 شهد جذب مليون مستوطن إلى البلاد، وبالرغم من جهودهم، لم ينجحوا في شراء سوى 7٪ من أرض فلسطين. يسلط الضوء على أن الحل النهائي تمثل في إبادة جماعية وتهجير المواطنين الفلسطينيين من أرضهم.

ديفد بن غوريون -الزعيم الصهيوني وأول رئيس وزراء إسرائيلي- لوّح بالتوراة في وجوه أعضاء لجنة بيل الملكية البريطانية (التي كانت تحاول تقسيم فلسطين بين الانتداب واليهود والعرب)، صائحا: إن هذه التوراة تؤسس لحق اليهود في فلسطين وليس الانتداب البريطاني، و”التوراة هي ميثاق دولتنا”

5. المغادرة الطوعية للفلسطينيين: يتناول الكاتب إيلان بابي في الفصل الثالث خرافة ادعاء الحركة الصهيونية بأن الفلسطينيين غادروا وطنهم بمحض إرادتهم. يقوم بابي بنقض هذه الزعم بتسليط الضوء على الجهود التي بذلتها الحركة الصهيونية للتخلص القسري من السكان الفلسطينيين، سواء عبر المذابح والتهجير القسري التي نفذتها العصابات الصهيونية، أو عن طريق تدمير القرى والمدن وترك آثار دائمة لهذا الدمار والتهجير.

كما يسلط بابي الضوء على أساليب تطهير السكان التي اعتمدتها إسرائيل، من خلال إضرام النار والتفجير وزرع الألغام، مع التركيز على تلك المناطق السكانية التي كانت صعبة التحكم فيها. ويُظهر الكاتب السياسات التي تم اتباعها لتحقيق هذا الهدف، بما في ذلك تطويق القرى والبحث داخلها، مع التركيز على إلغاء أي مقاومة قومية مسلحة وطرد السكان خارج حدود الدولة.

6. حرب 1967 فُرضت على إسرائيل: تمثل الحرب كفرصة لاستكمال الاستيلاء على فلسطين يشير بابي إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية ما زالت تصر على أن حرب 1967 تم فرضها على إسرائيل، ولكنه يُظهر عكس ذلك، حيث كانت هذه الحرب جزءًا من رغبة إسرائيل في استكمال الاستيلاء على أراضي فلسطين. يؤكد بابي أن الحرب لم تكن مفروضة بل كانت “فرصة” تم استغلالها بناءً على الظروف المتاحة، وكانت جزءًا من استراتيجية إسرائيل لتحقيق أهدافها.

7. الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط: يتطرق إيلان بابي إلى خرافة أن إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، مستنداً إلى تحليل وضع الفلسطينيين داخل إسرائيل والأراضي المحتلة. يسلط الضوء على حقوق المواطنين الفلسطينيين التي كانت مقيدة تحت حكم الطوارئ البريطانية والتعسفية قبل حرب 1967. يذكر بابي السيطرة العسكرية المحلية وسطوة القوانين التي فرضت على المواطنين، مما أدى إلى تشكيل حكومات محلية بمثابة سلطات مطلقة تمارس التعسف في حياة الفلسطينيين وتجري مجازر مروعة مثل مجزرة كفر قاسم.

8. خرافات أوسلو: بشكل تقييمي يناقش بابي اتفاقيات أوسلو بعد مضي ربع قرن على توقيعها. يعتبر بابي أن أوسلو كانت حيلة إسرائيلية لتعميق الاحتلال بدلاً من حلاً للصراع. ينفي الرؤية الإسرائيلية التي تزعم أن الانتفاضة الثانية كانت عملية إرهابية، مُظهرًا أن إسرائيل كانت تحتاج إلى استعراض ناجح بعد هزيمتها في لبنان عام 2000، وأن استخدام القوة وبناء جدار الفصل العنصري قاد إلى قمع مؤقت للانتفاضة.

9. مأساة غزة تكونت بتصرفات حماس: بينما تدعي إسرائيل أن حماس هي المسبب وراء مأساة غزة، يقدم بابي تفسيرًا مغايرًا. يشير إلى أن انسحاب إسرائيل كان هدفه تعزيز السيطرة الأمنية على الضفة الغربية وتحويل غزة إلى سجن ضخم. يستند إلى الأعمال الإسرائيلية بعد عام 2006 كإبادة جماعية تصاعدية.

10. حل الدولتين والسلام: يُناقِش بابي في الفصل الأخير خرافة حلاً دولتين كوسيلة وحيدة لتحقيق السلام، ويعتبرها “دمية” يتم تلاعب بها بمصلحة إسرائيل والغرب، مؤكداً أن الاستيطان الإسرائيلي وسعيها لقيادة دولة بدون سيادة حقيقية أدت إلى تدمير فرص حلاً دولياً.


مراجع

  1. عشر خرافات عن إسرائيل، قناة الميادين، 02 حزيران 2018. نسخة محفوظة 7 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
  2. علاء الدين ابو زينة، كلا، إسرائيل ليست ديمقراطية”: فصل من كتاب إيلان بابي الجديد “عشر خرافات عن إسرائيل”،جريدة الغد، يوليو 10, 2017. نسخة محفوظة 9 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  1. أرشيف نشرة فلسطين اليوم: أيار/ مايو 2017، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات. نسخة محفوظة 9 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  2. سمير مطاوع ،عشر خرافات عن إسرائيل، صحيفة الرأي،2017/11/21. نسخة محفوظة 9 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  3. مرتضى الشاذلي، عشر خرافات عن “إسرائيل”.. أباطيل الماضي ومغالطات الحاضر، صحيفة نون بوست، 15 ديسمبر 2017. نسخة محفوظة 16 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  4. تفكيك “إسرائيل”: عشرة أساطير يدحضها إيلان بابه، بوابة الهدف، 20 يوليو 2017. نسخة محفوظة 9 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  5. إبراهيم أبو صفية، النكبة 71- شهادة المؤرخ اليهودي إيلان بابي حول الخرافات العشر لإسرائيل، صحيفة الحدث، 2019-05-15. نسخة محفوظة 15 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
  6. هكذا ردت إسرائيل على هزيمتها مع حزب الله، صحيفة المرصد، 10 سبتمبر 2018. نسخة محفوظة 9 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  7. الخرافات العشر حول إسرائيل، مجلة ميم، يناير 29, 2018. نسخة محفوظة 9 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  8. كاتب إسرائيلي: حل الدولتين عقبة أمام السلام، عربي21، 24 مايو 2019. نسخة محفوظة 24 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
  9. عمر أبو الهيجاء، صدور كتاب «عشر خرافات عن إسرائيل» للمؤرح «بابي»، جريدة الدستور، 10 أيار / مايو 2018. نسخة محفوظة 9 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
Scroll to Top