سياسة

حب الدنيا وكراهية الموت

استمرار مآسي المسلمين في أصقاع الأرض واضطهاد أعداء الإسلام لهم في العديد من البلدان الإسلامية مثل فلسطين، سوريا، لبنان، السودان، الصومال، الهند، بنغلاديش، تركستان الشرقية، بورما، كشمير، الأحواز، أوزبكستان، وغيرها، يجعلنا نسترجع الحديث الشريف الذي قال فيه رسول الله ﷺ:

“يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت”. رواه أحمد وأبو داود.

واقع الأمة اليوم

  1. الغثائية: كثرة العدد وقلة التأثير، وفقدان الهيبة. نرى هذا الأمر يتجسد في حال الأمة اليوم، خاصة بين الشباب الذين يتوقون لنصرة الإسلام والدفاع عن المسلمين، إلا أن هذا الشعور يتحول إلى مجرد عاطفة جياشة، دون تحرك فعلي.
  2. الوهن: حب الدنيا وكراهية الموت. نجد الكثير من الشباب لديهم رغبة في التضحية والجهاد، لكن الأمر يظل شعورًا نبيلًا وعاطفة غير متحققة على أرض الواقع.

حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه

ورد في الأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “اللهم أشكو إليك جلد الفاجر، وعجز الثقة”. هذا القول يعكس حالة الضعف التي يعاني منها المؤمنون، مقابل قوة الأعداء وصرامتهم.

ما المطلوب؟

إن الدفاع عن المسلمين المستضعفين ونصرة قضايا الأمة لا يمكن أن يتم بالأماني والرغبات فقط، بل يحتاج إلى:

  1. التفكير العميق: في استراتيجيات وخطط طويلة الأمد.
  2. التخطيط: للعمل بطرق مدروسة ومنهجية.
  3. التجهيز والاستعداد: بتحضير كل ما يلزم من أدوات.
  4. الإعداد للجهاد: عبر تكوين قلوب وأجسام قوية قادرة على المواجهة.
  5. امتلاك الأدوات: سواء كانت مادية أو معنوية لتحقيق الأهداف.
  6. الصبر والمصابرة: على كل التحديات والمصاعب.
  7. الاستمرار والإصرار: على الثبات رغم كل العوائق.
  8. الزهد في الدنيا: وتقليل التعلق بها طمعًا في الآخرة.
  9. حب الموت طمعًا في الآخرة: كتطبيق عملي للحديث الشريف.

منهج تربوي شامل

إن توصيف الحديث الشريف لحال الأمة يجعلنا ندرك حاجتنا إلى منهج تربوي شامل وجهادي يعتمد على:

  1. إنارة الفكر: عبر تعاليم الدين وفهم العالم من حولنا.
  2. تزكية الروح: بالتقرب إلى الله وتجنب حب الدنيا.
  3. تقويم السلوك: ليكون على هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
  4. التحفيز على العمل: وعدم الاستسلام للكسل أو الإحباط.
  5. الحث على الجهاد: بما يشمل الجهاد بالمال والنفس.
  6. تعظيم التضحية والبذل: في سبيل الله وفي سبيل نصرة المستضعفين.
  7. رفع قيمة الآخرة: والتقليل من التعلق بالدنيا.

الدليل القرآني

قال تعالى:
“إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”. [التوبة: 111].

العمل الجاد يبدأ منك

  • ابدأ بنفسك: تحفز وكن قدوة لمن حولك.
  • شحذ الهمم: رفع مستوى الاستعداد النفسي والعقلي.
  • خذ أهبتك: قم بتحضير كل ما يلزم للنصر.
  • انصر قضيتك: بالقول والفعل والعمل الجاد.
  • استبشر ببيعك: واجعل الجنة هي هدفك الأكبر.

محمد الصانع

مؤسس ومدير عام منصة أعد، يسعى إلى نشر المعرفة والثقافة العامة في الوطن العربي وتعزيز المشاريع المفيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى