نظام 996: ثقافة الـ 72 ساعة في وادي السيليكون ومخاطرها

نظام “996”: ثقافة الـ 72 ساعة في وادي السيليكون ومخاطرها
“996”: كيف تحولت ثقافة الـ 72 ساعة إلى القاعدة الجديدة لوادي السيليكون؟
في خضم التنافس المحموم على الريادة في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بدأت ثقافة العمل الصارمة المعروفة بـ “نظام 996” بالتغلغل في قلب وادي السيليكون بكاليفورنيا. هذا النظام، الذي نشأ في الصين، يشير إلى دوام عمل يمتد من 9 صباحاً حتى 9 مساءً، لستة أيام في الأسبوع، أي ما يعادل 72 ساعة عمل أسبوعياً.
رغم أن المحاكم الصينية منعت إجبار الموظفين على هذا الجدول القاسي، فإن هذه الثقافة المكثفة عبرت القارات لتصبح معياراً غير معلن للجدية والطموح بين عمال التكنولوجيا، حيث يتداولونها بكثرة على منصات التواصل مثل X و LinkedIn.
تحول جذري: من المرونة إلى “النهج الصارم”
شهدت صناعة التكنولوجيا تحولاً كبيراً بعد سنوات من تسريح العمال والتقلبات الاقتصادية. لم يعد نهج إيلون ماسك، القائم على “العمل الشاق للغاية”، استثناءً. أصبحت ساعات العمل الطويلة جزءاً من التوقعات الجديدة.
تؤكد المؤرخة مارغريت أومارا أن مصطلح “996” يجسد نسخة قوية من ثقافة عمل تاريخية في القطاع. اليوم، مع الاستثمارات الهائلة في الذكاء الاصطناعي (AI)، أصبحت الثروات المستقبلية مغرية، مما يخلق حافزاً قوياً للموظفين الأذكياء والراغبين في العمل بلا توقف.
المنظور الاقتصادي: “996” كأداة لتعظيم العوائد
يرى خبراء الاقتصاد أن انتشار ظاهرة “نظام 996” في وادي السيليكون هو انعكاس لضغوط السوق والتنافس العالمي. فكل ساعة إضافية للموظف تتحول إلى قيمة نقدية أو ميزة تنافسية حاسمة.
هذا النهج يُسرّع من دورة تطوير المنتجات، مما يسمح بتحويل الأفكار الأولية إلى منتجات وخدمات جاهزة للسوق في فترة زمنية قياسية. هذا التسارع ضروري بشكل خاص في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات. ومن منظور استثماري، الشركات التي تعتمد هذا النهج يمكن أن تحقق عوائد أسرع.
مخاطر “996”: الإجهاد يقضي على الإبداع
على الجانب الآخر، يحذر الخبراء بشدة من أن هذا التوجه قد يؤدي إلى زيادة معدلات الاحتراق الوظيفي والإجهاد المزمن.
تشير الدراسات إلى أن الزيادة المتطرفة في ساعات العمل تزيد من خطر فقدان الإبداع على المدى الطويل. الموظف الذي يعمل 72 ساعة أسبوعياً يصبح عرضة لتأثيرات سلبية على التوازن بين الحياة الشخصية والعمل، مما يؤدي إلى الإحباط وفقدان الحافز.
لذلك، يجب على الشركات التي تتبنى نهج “996” أن تضمن توفير بيئة عمل داعمة تتضمن برامج تدريب واضحة ومسارات للترقية، لضمان تحويل الضغط المكثف إلى دفعة إيجابية للنمو، بدلاً من التضحية بـ الصحة العقلية للموظفين على حساب الإنتاجية المؤقتة.