الأدب الساخرقصص وعبر
مسؤول بدينار!
في أحد الأسواق العامة، وقف فنان عربي يعرض تمثالاً من صنعه. أطلق على التمثال اسم “المسؤول“، ثم أخذ ينادي بصوت عالٍ:
“المسؤول بدينار… المسؤول بدينار! قرّب واشتري المسؤول بدينار!”
مرّ ضابط مخابرات بالقرب منه، فتوقف وسأل الفنان بلهجة صارمة:
- الضابط: هالتمثال أنت عامله؟
- الفنان: نعم يا سيدي.
- الضابط: وكم سعر الواحد؟
- الفنان: بدينار واحد فقط.
- الضابط: معقول هيك رخيص! من شو مصنوع؟
- الفنان: من ماء ورمل و… زبالة يا سيدي.
عندها استشاط الضابط غضبًا، فألقى القبض على الفنان وأخذه إلى الحبس. تعرض الفنان للضرب والتعذيب، ثم أُطلق سراحه بشرط ألا يصنع أو يبيع مثل هذا التمثال مرةً أخرى.
وبعد فترة، عاد الفنان إلى السوق، وهذه المرة وقف ينادي:
“المواطن بدينار… المواطن بدينار! قرّب واشتري المواطن بدينار!”
شاهد الضابط نفسه الفنان مجددًا، فاقترب منه ودار بينهما الحوار التالي:
- الضابط: بكم سعر المواطن؟
- الفنان: بدينار يا سيدي.
- الضابط: ممتاز… ومن ماذا صنعته؟
- الفنان: من ماء ورمل يا سيدي.
- الضابط (بفضول): ولِمَ لَمْ تضع الزبالة في الخلطة؟
- الفنان (مبتسمًا): إذا أضفنا الزبالة… بيصير مسؤول يا سيدي!
العبرة من القصة
- أحيانًا قد تكلفنا كلمة حق أو سخرية بسيطة ثمنًا باهظًا.
- تُلقي القصة الضوء على نظرة الناس للمسؤول حين يبتعد عن النزاهة.