تنمية الذاتريادة الأعمال

ما هي عقلية النمو، وكيف يمكنك تطويرها؟

عندما تفكر في الذكاء، هل تفكر فيه كصفة ثابتة – أي أن الذكاء الذي يولد به الشخص هو كل ما سيحظى به من ذكاء؟ أو  تفكر في الذكاء كشيء يمكن أن ينمو ويتطور إذا كنت على استعداد للتعلم؟

في حين أنه قد لا توجد إجابة علمية قاطعة على ما سبق، إلا أن تبني عقلية النمو طوال الحياة يمكن أن يساعدك على تحقيق الأهداف التي حددتها لنفسك، ويسمح لك بالتحكم في حياتك المهنية بغض النظر عن مدى الخبرة لديك.

إذن، ما هي عقلية النمو، وكيف يمكنك تطويرها؟

تعريف عقلية النمو

إذن، ما هي عقلية النمو؟ هي الاعتقاد بأن قدراتك يمكن أن تنمو من خلال العمل الجاد، يعتقد الأشخاص الذين يتمتعون بعقلية النمو أن الذكاء ليس ثابتًا – بل يمكن تطويره من خلال التصميم والممارسة.

يمكن للأشخاص أن ينموا عقلية النمو من خلال الإيمان بأنفسهم أو عندما يؤمن شخص آخر بقدرتهم على النمو وتحسين ذكائهم.

عقلية النمو مقابل العقلية الثابتة

صورة نمثل رسم لعقلية النمو مقابل العقلية الثابتة
عقلية النمو مقابل العقلية الثابتة

يكمن الفرق بين عقلية النمو والعقلية الثابتة في ما يلي:

الفرق بين عقلية النمو والعقلية الثابتة هو أن أصحاب العقلية الثابتة يعتقدون أن ذكاءهم لا يمكن أن يتغير، فكل ما ولدت به هو كل ما ستحصل عليه.

إن الأشخاص ذوي العقليات الثابتة غالباً ما يهربون من التحديات، فهم عادةً لا يقبلون على المشاريع التي تبدو صعبة للغاية أو خارج منطقة راحتهم، حتى عندما يعتقدون أنهم أذكياء بالفطرة.

لماذا؟

لأنهم  ببساطة يخشون الفشل، يخافون أن يُنظر إليهم على أنهم غير قادرين على إتقان مهارة أو كفاءة جديدة هو أمر مخيف خاصة بالنسبة للأشخاص الذين قيل لهم طوال حياتهم أنهم أذكياء أو قادرون.

فآخر شيء يريدونه هو المخاطرة والخروج من منطقة راحتهم إلى الفشل، لذا، فإنهم يبقون بعقلية ثابتة ويلتزمون بما يعرفونه ويحققون النجاح بأمان.

لماذا تعتبر عقلية النمو مهمة

عندما تقبل التحدي المتمثل في تعلم شيء جديد أو القيام بمهام خارج منطقة راحتك، ستطور مهارات جديدة وتعزز مهاراتك الحالية، وعندما تواجه التحديات والعقبات، سوف تتوصل إلى حلول جديدة ومبتكرة، يتمتع الأشخاص الذين يعملون بعقلية النمو عمومًا بمزيد من المرونة والإبداع عند التعامل مع أي عدد من التحديات..

كيفية تطوير عقلية النمو في العمل

يمكن أن تساعد هذه المرونة والإبداع في تسريع وتيرة حياتك المهنية،فالموظفون الذين لا ترهبهم التحديات، المتحمسون لمواجهتها هم النوع الذي يفضله أصحاب العمل والمديرون.

ولكن ربما تكون لديك عقلية ثابتة، أو ربما لست متأكدًا من كيفية تطوير عقلية النمو في العمل، إليك بعض النصائح التي تساعدك على البدء.

1- تقبل بالفشل

صورة لشخص يعاني من الفشل
تقبل بالفشل

إن تطوير عقلية النمو يعني تقبل الفشل، لن تكون لديك جميع الإجابات عندما تبدأ شيئًا جديدًا، والأشخاص الذين يتمتعون بعقلية النمو لا ينظرون إلى الفشل على أنه فشل! بل يعتبرونه فرصة للتعلم والتحسين.

من الخطوات المهمة لتطوير عقلية النمو في العمل هي الاعتراف بأنك لن تكون مثاليًا، يرغب العديد من الشباب الذين يلتحقون بأول منصب لهم في العمل بشكل أن يُنظر إليهم على أنهم أهل للثقة وفعالون في وظائفهم، لذلك يتولد لديهم قلق شديد من احتمال ارتكاب الأخطاء، وبمجرد أن يتخلى الشخص عن هذا الخوف، يصبح قادراً على تغيير طريقة تفكيره والنظر إلى الأخطاء على أنها فرص للتعلم والنمو بدلاً من كونها مؤشرات على الفشل.

لا أحد يتوقع من الموظف المبتدئ أن يعرف كل شيء، فحتى المرشحون ذوو الخبرة الذين يبدأون دورًا جديدًا في شركة جديدة يجب أن يتعلموا مهارات جديدة، ما يهم هو كيفية تعاملك مع العقبات والنكسات، هل تحلل ما حدث حتى لا ترتكب نفس الخطأ في المرة القادمة؟ هل تقوم بتطوير نهج مختلف للمشاكل المماثلة؟ أم أنك ترفع يديك في هزيمة؟

2- اطلب الملاحظات

تعد الملاحظات جزءًا ضروريًا من تطوير عقلية النمو، فبدونها، لن نعرف ما الذي يجب تحسينه أو أين نخطئ في العمل.

لابد أن تهتم بالنقد البنّاء واحرص على أن تُظهر لرؤسائك أنك عازم على التحسن والتعلم من ملاحظاتهم بدلاً من اعتباره هجوماً شخصياً.

على الرغم من أنه ليس من السهل دائمًا سماع ما نقوم به من أخطاء وما نحتاج إلى تحسينه، إلا أن الملاحظات جزء من كل وظيفة تقريبًا، لذا، غيّر طريقة تفكيرك، فبدلاً من التفكير في الملاحظات على أنها مخيفة أو محبطة للمعنويات، اعتبرها هدية لمساعدتك في تطوير مهاراتك!

3- خذ زمام الأمور

”يعتقد الأشخاص الذين يدخلون سوق العمل أن شركتهم ستضع لهم خطة معينة، وتدفعهم في تلك الخطة، وفي النهاية تقوم بترقيتهم، هذه هي الطريقة التي نتخيلها نحن، والواقع هو أن الناس لا يترقون في السلم الوظيفي إلا إذا كانوا يتحملون المسؤولية عن نموهم المهني، فندما تقول نعم للفرص الجديدة، فإنك تكتشف ما تحب وما لا تحب القيام به، ومع ذلك، فإن تفويت هذه الفرص قد يعني أن ينتهي بك المطاف في مسار مهني لا تحبه، وينطبق الشيء نفسه عندما تقول نعم، للفرص التي لا تناسبك.

لا بد أن تكون واضحًا جدًا بشأن ما تريد القيام به في حياتك المهنية، ويبدأ ذلك من خلال معرفة ما إذا كنت راضياً عن الدور الذي تشغله حالياً، وإذا لم تكن راضياً عنه، فعليك اتخاذ خطوات للعثور على منصب ترتاح إليه.

وبمجرد أن تجد الدور والمسار الوظيفي الذي ترضى عنه، اطلب من مديرك أن يخبرك صراحةً ما هي توقعاته منك لكي تكون مؤهلاً للوصول إلى المستوى التالي، اسأل، ”ما هي الأهداف القابلة للقياس التي أحتاج إلى تحقيقها لكي أكون قادرًا على الاستمرار والتقدم في مسيرتي المهنية؟

بعد أن تحقق جميع الأهداف، يمكنك العودة إلى مديرك وطلب الترقية أو أيًا كانت الخطوة التالية، وإذا لم يمنحك مديرك ترقية بعد أن أنجزت ما طلبه منك، ”فقد ترغب في التفكير في الانتقال إلى مؤسسة أخرى لأن تلك الثقافة  في هذه المنشأة قد لا تشجعك على النمو المهني.

4- التطوير خارج العمل

لا ينتهي التعلم والنمو عندما ننتهي من الدراسة، فمع عقلية النمو، نحن نحاول دائمًا تجربة أشياء جديدة وتطوير مهارات جديدة وتنمية ذكائنا! خذ دورة تدربية، وابدأ هواية جديدة، وجرّب أشياء جديدة لا علاقة لها بالوظيفة، وقد تجد نفسك بعقلية جديدة تماماً.

الخاتمة

إن تطوير عقلية النمو يعني تبني مفهوم ”مازال أمامي الكثير لأتعلمه“، هذا المفهوم يرسم لك الطريق إلى المستقبل،  قد لا تكون خبيرًا في شيء ما اليوم، ولكن إذا واصلت المحاولة، فمن المحتمل أن تصبح خبيرًا يومًا ما.

قد يعجبك هذا

المبادرة الذاتية: كيف يمكنك أن تصبح مؤثرًا

أكل الضفدع: إدارة الوقت لتحقيق أقصى قدر من الإنتاجية

مهارة حل المشكلات: 5 استراتيجيات للتغلب علي العقبات في الحياة

محمد الصانع

مؤسس ومدير عام منصة أعد، يسعى إلى نشر المعرفة والثقافة العامة في الوطن العربي وتعزيز المشاريع المفيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى