كيف يخطط الأشخاص الناجحون للغاية لحياتهم المهنية؟
عندما تنظر حولك إلى الأشخاص الذين حققوا نجاحًا باهرًا، يصعب عليك أن تتخيل كيف استطاعوا أن يصلوا إلى هذه المكانة، لا يمكن أن تكون إدارة شركة أو كتابة رواية بهذه السهولة، أليس كذلك؟ الحقيقة هي أنهم ببساطة يعرفون كيف يضعون خططاً جيدة تترجم إلى أهداف ناجحة.
الأشخاص الناجحون للغاية لا ينتظرون النتائج المرجوة بدون بذل أي جهد، فالنجاح بالنسبة لهم ليس مصادفة أبدًا لأنهم يعرفون كيف يخططون للنجاح، ويعرفون أيضًا أنه نتيجة مباشرة للتحضير والتخطيط ومواءمة وقتهم مع أهدافهم الأكثر أهمية.
كيف يخطط الأشخاص الناجحون للغاية لحياتهم المهنية في 9 خطوات؟
فيما يلي، نستكشف الاستراتيجيات الرئيسية التي يستخدمها الأشخاص الناجحون للغاية لتخطيط حياتهم المهنية وتنفيذها.
1- اتخاذ القرار
يبدو الأمر سهلًا، أليس كذلك؟ ومع ذلك، كثير منا ”مترددون“ بشأن ما نريده أو لا نريده في حياتنا؛ خاصة عندما يتعلق الأمر بمهننا.
هناك فرق حقيقي بين الأشخاص الذين يتخذون معظم قراراتهم بوعي وبين أولئك الذين يسيرون مع التيار فحسب.
تتشكل حياتك المهنية المستقبلية (وبصراحة أسلوب حياتك) بالقرارات التي تتخذها الآن، والحياة التي تعيشها اليوم هي نتيجة للخيارات التي اتخذتها في الماضي.
الهدف إذن هو أن تتخذ قراراتك الآن بشأن ما تريده أنت حقًا.
2- التخطيط المسبق بدقة
أحد الاختلافات الرئيسية بين الأشخاص الناجحين للغاية والأشخاص ذوي الأداء المتوسط هو التخطيط التفصيلي والاستراتيجي، فالأشخاص الناجحون يقضون وقتًا أطول في التفكير في أهدافهم وأفكارهم الكبيرة، فهم يقومون بانتظام بتحليل حياتهم من منظور شامل.
وهذا يمكّنهم من اتخاذ القرارات الرئيسية بشكل مدروس ومنهجي واستراتيجي، أما أصحاب الأداء المتوسط فيتخذون تلك القرارات كرد الفعل، أما الأشخاص الناجحون فيضعون خططًا شاملة وناجحة ويجنون ثمارها في المستقبل.
يوفر لهم تخطيطهم المفصل وضوحًا بشأن ما يجب أن يعملوا عليه في أي وقت بشكل تفصيلي، وينتجون بمستويات عالية لأنهم يفصلون بين عمليتي التخطيط والإنشاء.
قد تساعدك الشهادات الأكاديمية أو الظروف على تحقيق هدفك، ومع ذلك، فإن المفتاح الحقيقي هو التخطيط، يتبع الأشخاص الناجحون نهجًا منهجيًا لتحديد الأهداف المهنية، يبدأ الأمر بتحديد ما يعنيه ”النجاح“ بالنسبة لهم، ثم بناء مخطط مهني لتحقيق تلك الرؤية، يتطلب الأمر الصبر والمثابرة، لكنه يؤتي ثماره.
وفي الغالب هم يقومون بتدوين هذه الخطة، فهناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن الالتزام بكتابة ما نريده على الورق ومتى وكيف سنفعله، ينجح بالتأكيد مع الكثيرين منا.
3- يعرفون أن ” النجاح لا يبنى في يوم واحد“.
الأهداف المهنية القابلة للقياس مهمة، إذا كنت تريد أن تصبح يومًا ما الرئيس التنفيذي لشركة، فمن غير المرجح أن يحدث ذلك بين عشية وضحاها.
لذلك، من المهم وضع قائمة بالأهداف المهنية والأكاديمية القابلة للقياس، على سبيل المثال، قد تحتاج إلى أخذ دورة تدريبية ما للمساعدة في تطوير خبرتك أو حتى الانتقال من مدينة إلى أخرى، بمجرد وضع هذه المعالم في مكانها الصحيح، يمكنك تتبع تقدمك بطريقة مفيدة.
4. الحد من الاجتماعات ووقت التحدث
عند عقد الاجتماعات أو التحدث في مناسبات ما، من الأفضل تحديد الوقت لتحقيق أقصى استفادة من الاجتماع، فالوقت الثمين يستهلك من خلال الأسئلة التي لا نهاية لها والتي تستمر لفترة طويلة جدًا، فتصبح الغرفة مليئة بالأشخاص الذين يعبثون بأصابعهم ويحدقون في السقف.
لا تنظر إلى الاجتماعات وترتيبات التحدث على أنها التزام ضروري يجب ملؤه، في هذا العصر التكنولوجي، فإن فترات الانتباه قصيرة بما فيه الكفاية، يعرف القادة الناجحون كيفية الاستفادة القصوى من الوقت الممنوح لهم. لذلك؛ ماذا سيحدث إذا أخذت الوقت الذي تعتقد أنك بحاجة إليه وقمت بتقليصه إلى النصف؟ لاشيء تقريبا، ولكنك ستكون قد استفدت بوقتك.
5- جدولة الوقت
ما مدى توازن حياتك؟ قم بتقييم مدى توازن حياتك من خلال التقييم الذاتي للوقت، سوف تكتشف نقاط قوتك في إدارة الوقت، وتكشف عن الفرص الخفية، وتشكل حياتك وفقًا لأولوياتك.
ما لا يتم جدولته لا يتم إنجازه، لذلك يقوم الأشخاص الناجحون بجدولة الوقت بانتظام لمراجعة أولوياتهم وأهدافهم وخرائط الطريق لتحقيقها، ويقومون بمراقبة تقدمهم في تحقيق أهدافهم الرئيسية وتعديل خططهم بناءً على النتائج والدروس المستفادة.
6. تحديد الأولويات
يدرك الأشخاص الناجحون أنهم إذا لم يحددوا أولويات مشاريعهم، فسوف يتأثرون بأجندات الآخرين، فهم يقيّمون أولوياتهم باستمرار ويعيدون ترتيبها حسب تغير الظروف من أجل تنفيذ خطط ناجحة.
وبما أن أولوياتهم واضحة وضوح الشمس، فإنهم يقيّمون بسرعة ما إذا كان الطلب يتناسب مع خططهم الكبيرة، إنهم يتعلمون عادة رفض الطلبات التي لا تتماشى مع أهدافهم الأكثر قيمة، ويتعلمون أن يرفضوا الطلبات التي لا تتناسب مع خططهم بطريقة حازمة ومهذبة.
تتفوق الفعالية على الكفاءة بالنسبة لهم، فهم يركزون على العمل على الأشياء الصحيحة بدلاً من إنجاز المزيد، إنهم يسعون جاهدين للإنتاج بأعلى جودة من أجل أولوياتهم العليا.
7. التركيز على المشاريع المهمة
”معظمنا يقضي الكثير من الوقت على ما هو عاجل ولا يقضي وقتًا كافيًا على ما هو مهم، من ناحية أخرى، يركز الأشخاص الناجحون للغاية على الأنشطة المهمة وغير العاجلة، لا تحقق هذه الأنشطة نتائج فورية، ومع ذلك، فإنهم يحققون نتائج ضخمة وطويلة الأجل من خلال الطرق الناجحة التي يتبعوها.
8. استخدام قوة الإرادة بحكمة
قوة الإرادة مورد محدود، فبينما نتخذ القرارات، ونقوم بالمهام، ونعمل على مشاريع مختلفة على مدار اليوم، تُستنزف قوة إرادتنا، يستفيد الأشخاص الناجحون من قوة الإرادة الكاملة في الصباح من خلال العمل على أهم مشروعاتهم أولاً.
في الصباح، لا تكون الضغوطات والعقبات التي تظهر على مدار اليوم قد شوشت أذهانهم بعد، فهم يستفيدون من صفاء ذهنهم ونشاطهم، بالإضافة إلى ذلك، فإنهم يستفيدون من عدم وجود مشتتات في الصباح الباكر، ويحققون السبق ويحرزون تقدمًا نحو أهدافهم الأكثر أهمية، مما يؤدي إلى نجاح خططهم.
9. حاسب نفسك
إن البقاء مسؤولاً أمام نفسك أمر مهم للغاية ولكنه صعب، إن مشاركة أهدافك مع الآخرين يمكن أن يوفر حافزًا حقيقيًا لمواصلة الطريق والعمل الجاد لتحقيق النتيجة التي تريدها، بالإضافة إلى ذلك، فكر في إحاطة نفسك بالآخرين الذين سيرفعونك وشاركهم بما تأمل أن تفعله، سيساعدك هذا على تحفيز نفسك والتوصل إلى أفكار جديدة لأنك ستكون محاطًا بأشخاص تحترمهم.
الخاتمة
لا يتمتع الناجحون بقوى خارقة تساعدهم على إنجاز المهام بمستوى لا يمكن لبقيتنا الوصول إليه، لقد قاموا ببساطة بتنفيذ استراتيجيات إدارة الوقت التي تساعدهم على تخطيط وقتهم بأفضل طريقة ممكنة، لقد تعلموا كيفية وضع خطط ناجحة ومتابعتها كل يوم.
يمكنك أنت أيضًا القيام بذلك وتحقيق أهدافك، اختر واحدة من العادات أو الاستراتيجيات المذكورة أعلاه، وابدأ في تطبيقها في حياتك اليومية من خلال التطوير الشخصي، وسرعان ما ستجد أن خططك الخاصة ستبدأ في تقريبك من النجاح أكثر فأكثر مع تخلصك من العادات السيئة وتنفيذ عادات ناجحة.